المقالات - معركة الكرامة | أول انتصار عربي على العدو


معركة الكرامة |  أول انتصار عربي على العدو | فلسطيننا

اندلعت معركة الكرامة في 21 / 03 / 1968 عندما شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي هجومًا واسعًا على الضفة الشرقية لنهر الأردن. جاءت المعركة ردًّا على عمليات فدائية فلسطينية داخل الخط الأخضر، لكنها تحوّلت إلى لحظة فاصلة في تاريخ المقاومة الفلسطينية والعربيّة بعد فشل القوات الإسرائيلية في تحقيق أهدافها والتكبّد في المقابل خسائر فادحة.


مجريات الهجوم

في صباح 21 / 03 / 1968 بدأ الهجوم الإسرائيلي بقوة قوامها:

  • أربعة ألوية مشاة مع وحدات مدفعية.
  • أربعة أسراب طائرات قاذفة وطائرات عمودية.
  • نحو 15,000 جندي شاركوا في الهجوم.

انطلقت الضربات عند الساعة 05:30 على أربعة محاور رئيسية:

  • محور العارضة.
  • محور وادي شعيب.
  • محور سويمة.
  • محور الصافي (لكن المعارك الحاسمة دارت على المحاور الثلاثة الأولى).


التصادم الفعلي بين القوات الغازية ومقاتلي الفدائيين مع عناصر من الجيش الأردني اشتدّ طوال النهار. بلغت ذروة المواجهة قرابة الساعة 10:00 صباحًا، وفي الساعة 11:30 طالبت القوات الإسرائيلية، جرّاء تكبدها خسائر، بوساطة وقف إطلاق النار من الجنرال أودبول (كبير المراقبين الدوليين)، واُكتمِل الانسحاب في الساعة 20:30.


الخسائر والنتائج الميدانية

استمرت المعركة نحو 15 ساعة، وأسفرت عن نتائج عسكرية وإنسانية واضحة:

  • خسائر الجانب الإسرائيلي: نحو 250 قتيلًا و450 جريحًا (تقديرات ميدانية).
  • خسائر الجانب الفلسطيني والأردني: نحو 150 شهيدًا و200 جريح.
  • خسائر مادية إسرائيلية: أعداد كبيرة من الآليات والمعدات العسكرية التّي تُركت أو دُمّرت على أرض المعركة.
  • فشل القوات الإسرائيلية في تحقيق أهدافها الاستراتيجية وسحبها بانسحاب تكبّدت فيه خسائر ملموسة.


دلالة المعركة في الوعي الفلسطيني

كانت معركة الكرامة نقطة تحول حقيقية: أدّت إلى اندفاع آلاف الشباب الفلسطيني والعربي للالتحاق بصفوف المقاومة و الحركة الوطنية، خصوصًا حركة فتح. رأت الجماهير الفلسطينية في الكرامة برهانًا على أن المقاومة ليست مجرد رد فعل عاطفي، بل قوة فعالة قادرة على مواجهة آلة احتلال متفوقة تقنيًا.

قال ياسر عرفات:

“إن معركة الكرامة شكلت نقطة انقلاب بين اليأس والأمل، ونقطة تحول في التاريخ النضالي العربي، وتأشيرة عبور القضية الفلسطينية لعمقها العربي والدولي.”


أثر معنوي وسياسي

أعادت الكرامة الثقة إلى الشعب الفلسطيني والمقاومة، ودفعت الحماسة والالتفاف الشعبي نحو العمل المسلّح والتنظيم السياسي.

أحيت صورة الفدائي الفلسطيني أمام الرأي العام العربي والدولي، وباتت ذاكرة معركة الكرامة مرجعًا لشرعية المقاومة ضد الاحتلال.

سياسياً، كانت الكرامة عاملًا في تعزيز دور منظمة التحرير الفلسطينية في الساحة الإقليمية.


شهداء معركة الكرامة.


أقوال وشعر عن الكرامة

من كلماتٍ خالدة استلهمها المقاتلون والأدب المقاوم، جزء من قصيدة عبد الرحمن غنيم بعنوان «قهرنا فطنة الطيارة» التي ردّدتها الجموع بعد الكرامة:

أيها الواقفون على حافة المذبحة

أشهروا الأسلحة

سقط الموت، وانفرط القلب كالمسبحة

والدم انساب فوق الوشاح

المنازل أضرحة

والزنازين أضرحة

والمدى أضرحة 

فأرفعوا الأسلحة

واتبعوني

أنا ندم الغد والبارحة

رايتي عظمتان وجمجمة

فأرو اليوم يا أردن

قصة حشدنا الجبار

فوق جبالك الشماء

في الأغوار

يكسر شوكة الدبابة الصماء

يقهر فطنة الطيار

يصفع جند "إسرائيل"

يعلنها أمام الكون

كل الكون 

ها نحن الفدائيون

*كلمات عبد الرحمن غنيم، 1968

ها نحن الفدائيون

جئنا من فلسطين التي اغتصبت

بقينا في فلسطين التي اغتصبت

حملنا مشعل الثورة

ولن نرتد،

لن نرتد

إلا حين تصبح أرضنا حرة...

شعر عبد الرحمن من غنيم من قصيدة "قهرنا فطنة الطيارة"،